ليتنا حين نقولها نلتزم بها ..
"الدنيا ما تسوى" ....
كثيرون يكررون هذه العبارة تعبيراً منهم
على أن الدنيا يجب ألا نتكالب عليها ...
ولكن لننظر إلى أحوال من يقولها ...
قطيعة رحم لأسباب متعددة كخلافات قديمة
أو ميراث أو غيرها ...
أين عبارة
" الدنيا ما تسوى "
وأين التطبيق الحقيقي لهذه العبارة؟ ...
ويأتي بمعنى قطيعة الرحم كل العلاقات الإنسانية
من جيرة أو صداقة أو زواج
أو زمالة أو غيرها...
يتعنت الإنسان ويتمسك برأيه بطريقة تقطع كل السبل
والحلول البديلة فيغلق عقله ويصم أذنيه
إلا من سماع نفسه الداعية إلى
الإيغال في رأيه ويتناسى ما كان يكرره دوماً ...
"الدنيا ما تسوى"
على أكتاف الآخرين يرقى وبكل السبل المشروعة
وغير المشروعة ليصل
إلى غايته التي يحلم بها ...
وفي سبيل وصوله يعصي ربه وقد يظلم
آخرين ويريه الشيطان بأن ذاك هو
الطريق الوحيد لبلوغ غايته ...
فأين ما كان يكرره على الآخرين
"الدنيا ما تسوى"؟
شاب أو فتاة في عمر المراهقة أو أكبر تلهيهم الدنيا ومتعها وشهواتها فيخوضون في بحرٍ من المعاصي باستهتار وطيش ...
عذرهم في ذلك عذر الصِبا وأحكامه ...
مغمضين أعينهم عن ماهية الخلق وأننا عباد لله
خلقنا لنعبده ونطيعه في كل أمر...
فمن يبلغهم بأن
"الدنيا ما تسوى"؟
"وصاحبوهم سبعاً"
نتشدق بهذه العبارة دائماً .. ولأكون أكثر تحديداً نتشدق بالجزء الأول
منها "أدبوهم سبعاً" ...لأن هذا الفعل من التأديب أو الضرب سيكون بديهياً
عند التعامل مع طفل صغير..
فيباشر والديه التأديب والضرب وهو أمر هين
عند كثيرين ...
ولكن المصاحبة والمؤاخاة صعبة ولا يجيدها في هذا الزمن إلا القيل ..
فما بين والد يتبع ابنه كظله ويخيفه بمراقبته الخانقة ... وبين والد فرّط
في ابنه ليتربى بكل شيء إلا والده..
فلا يتدخل بأموره بل لا يعرف عن
ابنه إلا القليل ...
ولن أطيل في تفسير مصاحبة الأبناء ...
فالكلمة دالة على ما تعنيه ..
وما أوردتها إلا للنصح ...
فليتنا نصاحب أبناءنا وإخواننا
إذا بلغوا عمر الصحبة ..
كل الآباء يخشون على أبناءهم أذا توفاهم الله
أن يجور الزمان على ذريتهم
الضعاف ...
ولكن ما يغفل عنه الكثيرون هو أنه
لو كان الآباء صالحين فإن
الله يحفظ لهم ذريتهم الضعاف ...
ولعله من أمور التوكل على الله والتي يتصارع فيها الخوف من الفاقة
والضياع بعد وفاة الآباء...
فمن حسن توكل المرء على ربه أن يكون شخصاً
صالحاً عابداً لربه ثم يتوكل على الله الذي لا تضيع ودائعه فيجزيه ربه بأن يحفظ أبناءه بعد مماته
كما حفظ الكنز تحت الجدار لأبناء العبد الصالح ...
قيل قديماً "ثلاثة تدل على عقول أربابها
وذكروا منها الكتاب يدل على عقل كاتبه"
فهل فعلاً الرسالة تدل على عقل كاتبها؟
وهل ينطبق هذا على المواضيع التي ندرجها
في المنتدى؟
وهل أصحاب الألسن الساحرة
يملكون عقولاً راجحة؟ ...
كانت مجرد فكرة دارت برأسي قد لا تمت بصلة
للموضوع أو تمت ...
الأربعاء فبراير 11, 2009 10:48 am
